مهاجل الصراب .. بعد انهيار الدولة الواحدة !
يمنات
نبيل الحسام
التسريبات البريطانية ثم تقرير لجنة الخبراء وبعدها تصريح المبعوث البريطاني جميعها دقت اجراس الخطر وحملت في طياتها النذير بالشر المستطير.
لا يمكن انكار ما جاء فيها من وصف للحالة اليمنية اليوم ..بل يمكن القول انها انقصت من الحقيقة.
ولكن ما يلاحظ عليها هو تزاحمها اليوم. والذي يفرض سؤال “لماذا ؟” -اي ما الهدف من وراءها؟!
لا يوجد تفسير غير انها بمثابة “مهاجل الصراب” فهي مقدمات لتنفيذ الخطوات الاخيرة من مشروعها .
اي ان الدول صاحبة المشروع والمخطط قد باتت تتهيأ لحصاد ما قامت بزراعته.
فهي لم تقل ما قالته بهدف تنبيه اليمنيين للخطر ليقوموا بالتفكير في الحل.
وانما تأتي في إطار الضغط على اليمنيين للقبول بالحل الذي رسمته هذه الدول بإيحاء صريح بأنه قد آن الاوان لتنفيذه وهو مشروع التقسيم والتمزيق.
فهو يأتي كنهاية لجملة الخطوات والضغوطات العملية التي اتخذتها هذه الدول والتي كان اولها فرض المشروع عبر ما سمي بمؤتمر الحوار الوطني وذلك لإضفاء شرعية على الخطوات التي تليه ومنها إدخال اليمن تحت البند السابع واقرار عقوبات ثم العدوان والحرب تحت عناويين مناطقية بالإضافة الى تفكيك الدولة وتجزئة الجغرافيا وتوزيع القوة والسيطرة على الجماعات التي تسيطر على كل جزء لجعل ذلك امرا واقعا يجب ان يقبل به الشعب وهو اليوم يمثل الحل الوحيد بعد انهيار الدولة الواحدة وايضا حتى استحالة عودتها. وهكذا يتم تصوير هذا الحل وكأنه المنقذ الوحيد وفرصة البقاء الوحيدة والذي في حالة التفريط به فإنه سيعني نهاية الحياة واستحالتها بعد اليوم.